الخميس، 27 أغسطس 2015
11:04 ص

كلمة السر هي تتمنى للشخص بالمثل فتقول مكونة من 6 حروف ؟؟؟

كلمة السر هي تتمنى للشخص بالمثل فتقول مكونة من 6 حروف ؟؟؟

الحل

عقبالك

تهنئة المسلم لأخيه المسلم؛
فهذا أمر مستحب، ومرغَّب فيه؛ وذلك لأن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى بعضه اشتكى كله، وإذا فرح بعضه فرح كله. فالمسلم لابد أن يفرح لفرح أخيه، ويشاركه في ذلك، ويحزن لحزنه، ويواسيه ويصبّره على ذلك. ومن علامات ودلائل ذلك: تهنئته بما ورد في الآثار أنه يستحب التهنئة بمناسبته، ومن هذه الأمور التي رويت فيها بعض المأثورات في ذلك ما يلي:
1. في مناسبة عيدي الفطر والأضحى فقط، فقد ورد في ذلك بعض الآثار عن السلف، وسئل العلامة ابن تيمية - رحمه الله تعالى - هل التهنئة في العيد وما يجرى على ألسنة الناس: عيدك مبارك، وما أشبهه هل له أصل في الشريعة أم لا؟ وإذا كان له أصل في الشريعة فما الذي يقال؟ أفتونا مأجورين. 
فأجاب: أما التهنئة في يوم العيد بقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، وأحاله الله عليك، ونحو ذلك، فهذا قد روى عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره، لكن قال أحمد: أنا لا أبتدىء أحداً، فإن ابتدأني أحد أجبته، وذلك لأن جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمورا بها، ولا هو أيضا مما نهى عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة، والله أعلم)1. 
2. عند عُرُسه، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة فقال: (مهيم؟) أو (مه؟). قال: تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب، فقال: (بارك الله لك أولم ولو بشاة)2. وقد جاء في حديث آخر نص التهنئة الكاملة عند الزواج، فيستحب للمسلم أن يهنئ الزوج والزوجة بما ورد في هذا الحديث الصحيح: (بارك الله لك، وبارك عليك؛ وجمع بينكما في خير)3. 
3. عندما يرزق بمولود؛ قال النووي: (يُستحبّ تهنئة المولود له، قال أصحابنا: ويُستحبّ أن يُهَنَّأ بما جاءَ عن الحسين - رضي اللّه عنه - أنه علَّم إنساناً التهنئة فقال: قل: "باركَ اللّه لكَ في الموهوب لك، وشكرتَ الواهبَ، وبلغَ أشدَّه، ورُزقت برّه". ويُسْتَحَبُّ أن يردّ على المُهنىء، فيقول: "باركَ اللّه لك، وبارَك عليك، وجزاكَ اللّه خيراً، ورزقك اللّه مثلَه، أو أجزلَ اللّه ثوابَك")4. وقال ابن القيم - رحمه الله - وهو يتحدث عن البشارة بالمولود: (فان فاتته البشارة استحب له تهنئته، والفرق بينهما: أن البشارة إعلام له بما يسرُّه، والتهنئة دعاء له بالخير فيه بعد أن علم به)5. 
4. التهنئة بتوبته ورجوعه إلى الله، كما في قصة توبة كعب بن مالك - رضي الله عنه - ، قال كعب: (فانطلقت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يتلقاني الناس فوجاً فوجا، يهنئونني بالتوبة، ويقولون: "تهنيك توبة الله عليك"، حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حوله الناس، فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني، فكان كعب لا ينساها لطلحة، قال كعب: فلما سلمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو يشرق وجهه من البشر: (أبشر بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك)6. 
2. تهنئة المسلم للكافر:
لا يجوز الفرح لفرح الكافر، والحزن لحزنه، بل إنه من أشد المنكرات، قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - : (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق؛ مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد، ونحوه؛ فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب؛ بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرْج الحرام، ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك!! وهو لا يدري قبح ما فعل!. فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه! وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنباً لمقت الله وسقوطهم من عينه)7. 
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً، وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم؛ لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه؛ لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر، أو يهنئ بها غيره؛ لأن الله - تعالى - لا يرضى بذلك؛ كما قال تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (7) سورة الزمر. وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (3) سورة المائدة. وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا، وإذا هنؤونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله - تعالى - ؛ لأنها إما مبتدعة في دينهم، وإما مشروعة؛ لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً - صلى الله عليه وسلم - إلى جميع الخلق، وقال فيه: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (85) سورة آل عمران. وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم به؛ لما في ذلك من مشاركتهم فيها، ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو تودداً أو حياءاً أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار، وفخرهم بدينهم8
.
أخي المسلم: تبين لنا أن التهنئة بمناسبات المسلمين التي وردت فيها الآثار من الأمور المستحبة وبعضها مباحاً، أما تهنئة الكافر فلا تجوز، لا بمولوده ولا بعيده وعيد أهل ملته و لا غير ذلك.
فينبغي على المسلمين أن يتقوا الله خاصة في الأزمنة المتأخرة؛ حيث ذهب فئام منهم يتولون الذين كفروا ويرضون بما هم عليه من الانحرافات، وذلك بالمشاركة في أعيادهم الكافرة وتهنئتهم بها! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

رزق الله المسلمين الهداية والتوفيق لكل خير.. والحمد لله رب العالمين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق